السعودية

مبطلات الصلاه من فعلها متعمد


تعرف معنا في المقال الآتي على حُكم من قام بـ مبطلات الصلاه من فعلها متعمد في الشريعة الإسلامية، فقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف على الصلاة وجعلها عماد يقين المرء وإيمانه، بل أنها الحد الفاصل ما بين المُسلم والشرك بالله، لذا يجب التباحث حول جميع تشريعاتها وأحكامها في الإسلام، وذلك ما سنوضحه بالتفصيل في المقال الآتي من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.

مبطلات الصلاه من فعلها متعمد

إن مبطلات الصلاة من فعلها متعمد فإن صلاته باطلة ويكون عليه إعادتها، وتُعرف مبطلات الصلاة بكونها كل حركة أو فع ل أو قول يتسبب في فساد صحة صلاة المسلم، وقد حددت لنا الشريعة الإسلامية الحنيفة جميع الأمور التي يُكره على المسلم فعلها في الصلاة، وكذلك الأمور المُبطلة للصلاة، فمن كان على علم ودراية بهذه الأفعال بأنها من مبطلات الصلاة وقام بها قاصداً متعمداً غير ناسياً ولا جاهلاً فإن صلاته تكون باطلة غير صحيحة ويكون عليه إعادتها مرة أخرى، والله تعالى أعلى وأعلم ببواطن الأمور.

حُكم من فعل مبطلات الصلاة ناسياً

يُعد حُكم من فعل أحد مبطلات الصلاة ناسياً عن غير عمد هو أحد الأحكام الشرعية التي مثّلت خلافاً كبيراً بين أهل العلم في الإسلام، فقد ذهب البعض منهم إلى القول بوجوب إعادة الصلاة، بينما بيّن بعض أهل العلم بأن صلاة المرء حينها تجزئه ولا يكون عليه الإعادة، وفي هذا الشأن فقد ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية في قوله :أقوى الأقوال أن ما فعله العبد ناسيا أو مخطئا من محظورات الصلاة والصيام والحج لا يبطل العبادة كالكلام ناسياً”، والله تعالى أعلم.

حُكم من شّك في فعل أحد مبطلات الصلاة

مما لا شك فيه أن ترك أحد أركان الصلاة أو أحد واجباتها عن عمد هو أمر يُبطل صلاة المسلم دون ريب، كما أن فعل أحد مبطلات الصلاة عن عمد يُبطل الصلاة، أما من قام بأحد مبطلات الصلاة ناسياً فإن هذا الأمر قد ورد فيه الكثير من أقوال أهل العلم، فقد قال بعضهم أن من فعل مبطلات الصلاة ناسياً فإن صلاته تجوز وليس عليه الإعادة، إلا أن البعض ذهب إلى وجوب إعادة الصلاة، مع الإشارة إلى أن كثرة الشك في أداء أحد مبطلات الصلاة هو أمر لا يبطل الصلاة، ويُنصح دوماً بالبعد عن كثرة الوساوس والأفكار المضطربة، فإن المرء إن شك في صلاته، عليه ببناء افكر على ما غلب عليه ظنه في الصلاة واستكمل أداء صلاته دون حرج، والله أ‘لم.

مبطلات الصلاة في الإسلام

اتفق علماء المسلمين على عدد من الأمور التي تُبطل الصلاة ويكون على المرء حينها إعادة صلاته، وتتمثل في:

الكلام الخارجي

  • حيثُ أكد العلماء على أن الكلام الذي ليس من جنس الصلاة يُبطلها، وذلك استناداً على ما أخرجه الإمام مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: (بيْنَا أنَا أُصَلِّي مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، إذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقُلتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، فَرَمَانِي القَوْمُ بأَبْصَارِهِمْ، فَقُلتُ: واثُكْلَ أُمِّيَاهْ، ما شَأْنُكُمْ؟ تَنْظُرُونَ إلَيَّ، فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بأَيْدِيهِمْ علَى أفْخَاذِهِمْ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ، فَلَمَّا صَلَّى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَبِأَبِي هو وأُمِّي، ما رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ ولَا بَعْدَهُ أحْسَنَ تَعْلِيمًا منه، فَوَاللَّهِ، ما كَهَرَنِي ولَا ضَرَبَنِي ولَا شَتَمَنِي، قالَ: إنَّ هذِه الصَّلَاةَ لا يَصْلُحُ فِيهَا شيءٌ مِن كَلَامِ النَّاسِ، إنَّما هو التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ وقِرَاءَةُ القُرْآنِ)

ترك شرط أو ركن من الصلاة

  • اتفق الفقهاء على بطلان الصلاة في حال الإخلال بأي ركن أو شرط منها كترك الوضوء، أو وجود خطأ في القبلة سواء عن قصد أو غير عمد، وتجب على المسلم إعادة صلاته في هذه الحالة، وقد استدل الفقهاء في قولهم هذا بقول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما أمر رجل بإعادة صلاته، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: (أنَّ رَجُلًا دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى، ورَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في نَاحِيَةِ المَسْجِدِ، فَجَاءَ فَسَلَّمَ عليه، فَقَالَ له: ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فَرَجَعَ فَصَلَّى ثُمَّ سَلَّمَ، فَقَالَ: وعَلَيْكَ، ارْجِعْ فَصَلِّ فإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)

القهقهة

  • جاء عن جمهور العلماء من المالكية والأحناف والحنابلة أن الضحك في أداء الصلاة بصوت عال يبطل الصلاة، ويكون على المرء إعادة صلاته، بينما إن كانت ابتسامة بسيطة فلا حرج فيها.

الحركة الكثيرة

  • إن من الواجب على المؤمن في صلاته أن يكون خاشعاً مقبلاً على لقاء الله ـ عز وجل ـ في طمأنينة واستحضار حالة أنه بين يدي الله تعالى، فقد قال سبحانه: ” قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ”
  • وتتحضر الطمأنينة بالهدوء وليس كثرة الحركة، فقد رأى النبي رجل لم يطمئن في صلاته فأمره أن يعيد الصلاة قائلاً له “إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن -وفي اللفظ الآخر: ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله- ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها”.
  • لذا اتفق الفقهاء على أن كثرة حركة الصلاة تبطلها، بينما الحركة البسيطة كحركة الأصابع أو الحكة فلا تبطلها، وذلك ما ورد عن الإمام النووي: “إنّ الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرا أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف”.

الطعام والشراب

  • جاء بإجماع فقهاء الإسلام أن صلاة المرء المسلم تبطل في حالة تناول المصلي للطعام أو الشراب خلال صلاته، ويكون عليه وقتها إعادة الصلاة، وذلك ما ورد عن ابن المنذور في قوله: “أجمع كلّ من نحفظ عنه من أهل العلم أنَّ على من أَكل أو شرب في الصلاة عامداً الإِعادة”.

الحدث

  • جاء بإجماع علماء المسلمين أن صلاة المسلم تكون غير مقبولة أن تيقن المرء من وقوع أي من مبطلات الوضوء وتأكد من حدوثه في الصلاة، وذلك استناداً على ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن زيد ـ رضي الله عنه ـ أنه قال:(أنَّهُ شَكَا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّجُلُ الذي يُخَيَّلُ إلَيْهِ أنَّه يَجِدُ الشَّيْءَ في الصَّلَاةِ؟ فَقالَ: لا يَنْفَتِلْ -أوْ لا يَنْصَرِفْ- حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا)

وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد تعرفنا معكم بالتفصيل على مبطلات الصلاة من فعلها متعمد ما حكمه في الإسلام، حُكم من شك في بُطلان صلاته ، حُكم من نسي أحد أركان صلاته عمداً، مع استعراض مبطلات الصلاة في الإسلام، وللمزيد من الموضوعات تابعونا في موقع مخزن المعلومات.